الأماسي الألكترونية : إفتراضية ؟أم وهمية ؟

المقاله تحت باب  مقالات و حوارات
في 
20/10/2007 06:00 AM
GMT



بعد ظهور الصحافة الألكترونية والكتب الألكترونية هانحن نشهد ظهور حالة جديدة في حياتنا الثقافية يمكن تسميتها ب"أماس الكترونية " !!! وكان لبيت الشعر التونسي قصب السبق في هذا المجال حيث أقام قبل أيام أمسية شعرية "إفتراضية "كما أسماها القائمون على تنظيمها عبر الأنترنيت التجربة جديدة ولكل جديد لذة ولهذا وصف الخبر هذه الأمسية بالإستثنائية من حيث طبيعتها، لاشتمالها على شعراء متواجدين في مناطق مختلفة من العالم (أفريقيا، أوروبا، آسيا). يمثلون تجارب واتجاهات مختلفة في كتابة النص الشعري العربي الراهن و لقد شارك الشعراء من مواقعهم الجغرافية والالكترونية وكانوا في سهرة مباشرة مع جمهور بيت الشعر-كما جاء في الخبر-فيما تابع جمهور تواجد في بيت الشعر بتونس وقائع الأمسية عبر شاشة تلفزيونية كبيرة ز

وانا أقرأ الخبر والإعلانات التي سبقت الأمسية قلت : مشاكل كثيرة تواجه المشتغلين بالحقل الثقافي في طريقها للحل بحمد الله !!

منها المشاكل المالية التي تواجه الجهات التي تنوي تنظيم المهرجانات الشعرية وتحملها تكاليف تذاكرهم المشاركين وإقاماتهم ومشاكل الحصول على تأشيرات دخول وحجوزات السفر والقاعات التي تقام بها هذه المهرجنات لقد حلت كل هذه المشاكل ولم يعد أمام الجهة المنظمة سوى أن توجه دعوات عبر البريد الألكتروني الى الشعراء لتجدهم امام كمبيوتراتهم جالسين وكل منهم احضر نصوصهم هناك فائدة اخرى عظيمة ان الجمهور يمكنهم ان ينصرفوا بلا أي شعور بالإحراج وكذلك يمكنهم ان يثرثروا مع آخرين بل يمكنهم مطالعة الصحف بكل أريحية

يمكنهم فعل اي شيء دون رقيب كما إن الجمهور لم يعد ينتقل من مكان الى آخر لحضور أمسية -حدث في معرض فرانكونفورت للكتاب أن قطع طالب عربي مقيم في المانيا مسافة طويلة بالقطار حتى وصل الى القاعة التي نظمت الأمسية كان شاعره المفضل قد إنتهى من قراءة نصوصه وحين شرح وضعه للقائمين وافقوا لكن الشاعر إعتذر عن إعادة ما قراه قبل وصوله - مثل هذا يحدث كثيرا للجمهور وللشعراء المشاركين أيضا لكن هذا لن يحدث في الأماسي الألكترونية التي لا تتطلب سوى الجلوس أمام جهاز الحاسوب وتشغيله , وما هي الا لحظات حتى تجد نفسك في قلب الحدث الشعري !!!ولكن هناك امور أخرى لا يمكن تجاهلها منها إن ميزة المهرجانات الشعرية إنها تجمع الأدباء وتمد جسور التواصل فيما بينهم وتقوم النقاشات والحوارات بينهم ومثل هذه الاماسي التي يسمونها افتراضية واسميها وهمية تفتقد هذا الشيء والا لماذا نفضل سماع المعزوفات الموسيقية في القاعات مع الجمهور عن سماعها عبر الشريط ؟ ولماذا نقطع المسافات لمشاهدة فيلم في قاعة السينما ولا نكتفي بمشاهدته على شريط فيديو ؟ هناك حالة من الإحساس الذي يداهمك عندما تكون في تماس مباشر مع الشاعر وهو يعتلي المنصة والممثل عندما يقف على المسرح والموسيقي وهو يعزف أمامك لا يمكن أن تنقله اليك الآلة ؟